مقدمة قد يكون الشعور بالبرد أكثر من مجرد شعور غير مريح بالنسبة للبعض؛ حيث يعاني العديد من الأشخاص من عدم تحمل البرد بشكل ملحوظ. يمكن أن يكون هذا الشعور نتيجة لعدة عوامل منها الصحية والنفسية والبيئية. في هذا الموضوع، سنتناول بالتفصيل الأسباب المحتملة لعدم تحمل البرد، وما يمكن فعله للتحكم فيه بطرق فعالة. العوامل الصحية المؤثرة ١. فقر الدم (الأنيميا): تُعد الأنيميا واحدة من أبرز الأسباب الصحية التي تجعل الأشخاص يشعرون بالبرد بشكل متزايد. فقر الدم يعني نقص كمية الهيموجلوبين في الدم، وهو البروتين المسؤول عن نقل الأكسجين إلى الأنسجة. عندما يقل الأكسجين الواصل إلى الأنسجة، يتأثر الجسم ويبدأ في الشعور بالبرد بشكل أسرع. ٢. ضعف الدورة الدموية: عندما تكون الدورة الدموية ضعيفة، قد لا يصل الدم الدافئ بشكل كافٍ إلى الأطراف (الأيدي والأرجل)، مما يجعلها أكثر عرضة للشعور بالبرد. يمكن أن تكون مشاكل الدورة الدموية ناتجة عن حالات صحية مثل مرض الأوعية الدموية الطرفية أو السكري. ٣. قصور الغدة الدرقية: تلعب الغدة الدرقية دورًا حيويًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي في الجسم. عندما تكون الغدة الدرقية غير نشطة بما يكفي (حالة تعرف بقصور الغدة الدرقية)، يقل معدل التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالبرد بشكل أكبر من المعتاد. ٤. نقص الوزن: الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن الشديد قد يجدون صعوبة في الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم، نظرًا لقلة الدهون العازلة الموجودة تحت الجلد. ٥. اضطرابات الأكل: اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي والشره المرضي يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على توليد الحرارة والحفاظ عليها، مما يؤدي إلى شعور دائم بالبرد. العوامل النفسية ١. التوتر والقلق: يمكن أن تؤدي مستويات التوتر والقلق العالية إلى شعور الشخص بالبرد. عندما يكون الجسم في حالة توتر، يمكن أن يتسبب ذلك في تقلص الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى الأطراف ويزيد من الشعور بالبرد. ٢. الاكتئاب: يؤثر الاكتئاب على النظام العصبي المركزي ويعطل قدرة الجسم على تنظيم الحرارة بفعالية. الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب قد يشعرون بالبرد بشكل أكبر حتى في الأجواء المعتدلة. العوامل البيئية ١. الملابس غير المناسبة: ارتداء ملابس غير مناسبة يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالبرد. الملابس القطنية، على سبيل المثال، قد لا تكون كافية للحفاظ على الدفء في الأجواء الباردة. ٢. البيئة المعيشية: العيش في بيئة باردة دون وسائل تدفئة مناسبة يمكن أن يؤدي إلى شعور دائم بالبرد. الأشخاص الذين يعيشون في منازل قديمة غير معزولة بشكل جيد قد يواجهون صعوبة في الحفاظ على درجة حرارة مريحة داخل منازلهم. نصائح للتحكم في الشعور بالبرد ١. تحسين النظام الغذائي: تناول وجبات غذائية غنية بالحديد والبروتينات والفيتامينات يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية وزيادة إنتاج الطاقة، مما يساعد الجسم على الحفاظ على درجة حرارته. ٢. ممارسة الرياضة بانتظام: التمارين الرياضية تعزز الدورة الدموية وتساعد في زيادة حرارة الجسم الطبيعية. حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي يمكن أن تكون فعالة في هذا الصدد. ٣. ارتداء الملابس المناسبة: اختيار الملابس المصنوعة من مواد عازلة مثل الصوف أو الألياف الاصطناعية يمكن أن يساعد في الحفاظ على الدفء. ارتداء طبقات متعددة من الملابس يساعد أيضًا في الاحتفاظ بالحرارة. ٤. الحفاظ على رطوبة الجسم: شرب الماء بكميات كافية يساهم في الحفاظ على الدورة الدموية الصحية. الجفاف يمكن أن يساهم في الشعور بالبرد. ٥. استخدام وسائل التدفئة: استخدام المدافئ والمشروبات الساخنة يساعد في تدفئة الجسم. يمكن أن تكون الأغطية الكهربائية مفيدة أيضًا في الحفاظ على دفء السرير أثناء النوم. ٦. تقنيات الاسترخاء: ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر، مما يحسن الدورة الدموية ويقلل من الشعور بالبرد. ٧. العلاج الطبي: إذا كان الشعور بالبرد ناجمًا عن حالة طبية مثل الأنيميا أو قصور الغدة الدرقية، يجب استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب. تناول المكملات الغذائية أو الأدوية الموصوفة يمكن أن يساعد في تحسين الحالة الصحية العامة والتقليل من الشعور بالبرد. تحسين الحياة اليومية ١. تناول وجبات صغيرة متكررة: بدلاً من تناول وجبات كبيرة قليلة، يمكن تناول وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم للمساعدة في الحفاظ على مستويات الطاقة. ٢. تجنب التدخين: التدخين يضيق الأوعية الدموية ويؤثر على الدورة الدموية، مما يزيد من الشعور بالبرد. ٣. تقليل تناول الكافيين: الكافيين يمكن أن يؤثر على الدورة الدموية، لذا يفضل تقليل استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين. ٤. الحفاظ على وزن صحي: الحفاظ على وزن صحي يضمن وجود كمية كافية من الدهون العازلة تحت الجلد، مما يساعد في الحفاظ على حرارة الجسم. ٥. الاستحمام بماء دافئ: الاستحمام بماء دافئ يساعد في تدفئة الجسم وتحسين الدورة الدموية، مما يقلل من الشعور بالبرد. ٦. استخدام البطانيات الثقيلة: استخدام بطانيات ثقيلة يمكن أن يساعد في الحفاظ على الدفء أثناء النوم، مما يساهم في شعور الشخص بالراحة أثناء الليل. ٧. اختيار مشروبات ساخنة: تناول مشروبات ساخنة مثل الشاي بالأعشاب أو القهوة يمكن أن يساعد في تدفئة الجسم بسرعة. تعزيز الراحة النفسية ١. الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم الجيد يساعد في تحسين الحالة النفسية والعامة للجسم، مما يساهم في تقليل الشعور بالبرد. ٢. الانخراط في الأنشطة الاجتماعية: الانخراط في الأنشطة الاجتماعية يساعد في تحسين الحالة النفسية والعاطفية، مما يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على الشعور بالبرد. ٣. الحفاظ على الروتين اليومي: الحفاظ على روتين يومي ثابت يمكن أن يساعد في تحسين الحالة النفسية العامة وتقليل مستويات التوتر. العوامل الوراثية قد يكون هناك دور للعوامل الوراثية في مدى تحمل الشخص للبرد. إذا كان هناك تاريخ عائلي لحالات عدم تحمل البرد، فقد يكون الشخص أكثر عرضة لهذه المشكلة. يمكن أن تؤثر الجينات على كيفية تنظيم الجسم لدرجة حرارته وكيفية استجابته للبرد. استخدام الطب البديل ١. العلاج بالأعشاب: بعض الأعشاب مثل الزنجبيل والقرفة يمكن أن تساعد في تدفئة الجسم. يمكن استخدامها في الشاي أو الطعام لتحسين الدورة الدموية وزيادة الشعور بالدفء. ٢. العلاج بالوخز بالإبر: العلاج بالوخز بالإبر يعتبر من الطرق التقليدية التي يمكن أن تساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل الشعور بالبرد. دور الثقافة والتقاليد في بعض الثقافات، هناك تقاليد محددة تساعد الأشخاص في التعامل مع البرد. على سبيل المثال، في بعض الدول الاسكندنافية، تُستخدم الساونا بشكل شائع لتحسين الدورة الدموية وزيادة حرارة الجسم. التوصيات النهائية من المهم فهم أن الشعور بالبرد يمكن أن يكون نتيجة لعوامل متعددة، وقد يتطلب التعامل معه اتباع مجموعة من الاستراتيجيات المتكاملة. من خلال تحسين النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، ارتداء الملابس المناسبة، والحفاظ على الصحة النفسية، يمكن تقليل الشعور بالبرد بشكل كبير.
