العصبية هي استجابة طبيعية للعديد من العوامل المحيطة بنا، وهي تمثل شعورًا بالضيق والتوتر قد يتجلى في صورة غضب أو انفعال زائد. قد تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالعصبية، وتتنوع بين العوامل النفسية والبيئية والصحية. سنستعرض في هذا الموضوع العوامل الرئيسية التي قد تسبب العصبية وكيفية التحكم فيها بطرق فعالة تساعد في تحقيق الاستقرار النفسي والعاطفي. الأسباب النفسية للعصبية الضغط النفسي والتوتر: الضغط النفسي والتوتر هما من أهم الأسباب التي تؤدي إلى العصبية. يمكن أن يكون الضغط نتيجة لمشاكل في العمل، أو ضغوطات الحياة اليومية، أو قلة النوم. الأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية مستمرة يكونون أكثر عرضة للشعور بالعصبية. الصدمات النفسية: التعرض لصدمات نفسية مثل الفقدان أو الحوادث يمكن أن يترك أثرًا عميقًا على النفس، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالعصبية. الصدمات النفسية تحتاج إلى وقت للعلاج وقد تتطلب مساعدة مهنية للتغلب عليها. القلق والاكتئاب: الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب يكونون أكثر عرضة للشعور بالعصبية. القلق يؤدي إلى التفكير الزائد والسلبي، مما يزيد من التوتر والعصبية. بينما الاكتئاب يجعل الشخص يشعر بالإحباط والعجز، مما يزيد من احتمال الشعور بالعصبية. الأسباب البيئية للعصبية الضوضاء والتلوث: العيش في بيئة صاخبة أو ملوثة يمكن أن يسبب توترًا وعصبية. الضوضاء المستمرة، مثل صوت المرور أو البناء، يمكن أن يكون مزعجًا للغاية ويؤدي إلى الشعور بالتوتر. كذلك، التلوث البيئي يمكن أن يسبب تدهورًا في الصحة العامة ويزيد من العصبية. ظروف العمل: ظروف العمل الغير ملائمة، مثل العمل لساعات طويلة دون فترات راحة كافية، أو العمل في بيئة غير مريحة، يمكن أن تسبب ضغطًا نفسيًا وعصبية. كذلك، العلاقات السيئة مع الزملاء أو المديرين يمكن أن تزيد من هذا الشعور. التغيرات الحياتية الكبيرة: التغيرات الكبيرة في الحياة مثل الانتقال إلى منزل جديد، أو تغيير الوظيفة، أو الزواج، يمكن أن تكون مسببة للعصبية. هذه التغيرات تتطلب تكيفًا وقد تكون مصحوبة بالكثير من التوتر والقلق. الأسباب الصحية للعصبية الأمراض المزمنة: الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض القلبية، يمكن أن تسبب شعورًا بالعصبية. الألم المستمر والقلق بشأن الحالة الصحية يمكن أن يزيد من التوتر والعصبية. الاختلالات الهرمونية: الاختلالات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث خلال فترة الطمث أو سن اليأس، يمكن أن تؤدي إلى تغييرات مزاجية وعصبية. كذلك، يمكن أن تؤثر مشاكل الغدة الدرقية على المزاج وتسبب العصبية. نقص الفيتامينات والمعادن: نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل فيتامين ب12 والمغنيسيوم يمكن أن يؤثر على المزاج ويسبب العصبية. التغذية السليمة تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن النفس والجسم. كيفية التحكم في العصبية التعرف على الأسباب: أول خطوة في التحكم في العصبية هي التعرف على الأسباب التي تؤدي إليها. يمكن أن يساعد التدوين اليومي أو الحديث مع مختص نفسي في التعرف على هذه الأسباب والعمل على حلها. ممارسة الرياضة: ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تخفيف التوتر والعصبية. الرياضة تحفز إنتاج الإندورفينات، وهي مواد كيميائية تساعد في تحسين المزاج والشعور بالسعادة. تقنيات التنفس العميق: تقنيات التنفس العميق يمكن أن تكون فعالة في تخفيف العصبية. أخذ نفس عميق وبطيء يساعد في تهدئة الجهاز العصبي وتقليل التوتر. التأمل واليوغا: التأمل واليوغا هما من الأساليب الفعالة في تقليل التوتر والعصبية. هذه التقنيات تساعد في تحقيق الهدوء الداخلي وتعزيز التركيز والوعي. التغذية السليمة: التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في الحفاظ على المزاج. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن الأساسية يساعد في تحسين المزاج وتقليل العصبية. الحصول على نوم كافٍ: النوم الجيد والمنتظم يساعد في تقليل العصبية. قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوتر والشعور بالإجهاد، مما يزيد من العصبية. تجنب المنبهات: تجنب تناول الكافيين والمنبهات الأخرى بكميات كبيرة يمكن أن يساعد في تقليل العصبية. المنبهات يمكن أن تسبب زيادة في النشاط العصبي والشعور بالتوتر. الاسترخاء والترويح عن النفس: تخصيص وقت للاسترخاء والقيام بالأنشطة التي تستمتع بها يمكن أن يساعد في تقليل العصبية. القراءة، والاستماع إلى الموسيقى، والقيام بالهوايات يمكن أن تكون وسائل فعالة للترويح عن النفس. التحدث مع مختص نفسي: في بعض الحالات، قد يكون من المفيد التحدث مع مختص نفسي. العلاج النفسي يمكن أن يساعد في التعرف على الأسباب العميقة للعصبية وتقديم استراتيجيات فعالة للتحكم فيها. الاستعانة بالأدوية: في بعض الحالات الشديدة، قد يكون من الضروري استخدام الأدوية للتحكم في العصبية. يجب أن يتم هذا تحت إشراف طبيب مختص لضمان الحصول على العلاج المناسب
